للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: يبكيننا. أما قول الشاعر:

انظر قبل تلوماني إلى ... طلل بين النقا فالمنحنى١

فقد قال فيه ابن جني: "يريد: تلومانني، فيجوز أن يكون حذف "أن" وهو يريدها، كأنه قال: قبل أن تلوماني، فحذف النون للنصب؛ لأنه قد أضاف "قبل"، وحكم الإضافة أن تكون إلى الأسماء، فإذا أضمر "أن" فكأنه قال: قبل لومكما. ويجوز أن يكون أضاف "قبل" إلى الفعل؛ لأنها ظرف، فجرى مجرى: أقوم يوم يقوم زيد، ثم حذف النون الثانية تخفيفا".

وهذا القول الأخير يدل على وجهة نظر ابن جني، في أن المحذوف هنا هو النون الثانية، أو بعبارة أخرى: المقطع الثاني. وقد عبر عن ذلك مرة أخرى بصراحة، عندما قال: "يريد "فلينني" فحذف النون الآخرة، كما حذفها من "تخوفيني". وكانت الآخرة أولى بذلك في: تخوفيني؛ لأن الأولى علم الرفع، والثانية إنما كانت جيء بها في الواحد، ليسلم حرف الإعراب من الكسر، ويقع الكسر عليها، فتركت في الجمع على حد ما كانت عليه في الواحد، فلما اضطر في الجمع حرك النون التي هي علم الرفع بالكسر، ولم يمتنع من ذلك؛ لأنها ليست حرف الإعراب فيكره فيها الكسر"٢.

ومن أمثال النثر قول ابن هشام: "ما الذي تهنئونا به؟ "٣، وقوله كذلك: "فقال لهم: أفلا تعطوني؟ "٤.


١ المنصف لابن جني ٢/ ٣٣٧.
٢ المنصف ٢/ ٣٣٨.
٣ سيرة ابن هشام "نشرة فستنفلد ٤٥٨ وقد صححت في نشرة السقا "١/ ٦٤٣" فجعلت: "ما الذي تهنئوننا به"!
٤ سيرة ابن هشام "نشر فستنفلد" وقد صححت في نشرة السقا "١/ ٧٧" فجعلت: "أفلا تعطونني"!

<<  <   >  >>