غير أننا نلحظ في كل حلقة من حلقات التطور اللغوي، أمثلة شاذة عن تلك القواعد المطردة، ويرجع السبب في وجودها في اللغة، في غالب الأحيان، إلى واحد من ثلاثة أمور، فإما أن تكون تلك الشواذ، بقايا حلقة قديمة، ماتت واندثرت، وهو ما نسميه نحن:"الركان اللغوي للظواهر المندثرة في اللغة"، وإما أن يكون هذا الشاذ بداية وإرهاصا لتطور جديد، لظاهرة من الظواهر، تسود حلقة تالية، وتقضي على سلفها في الحلقة القديمة، وإما أن يكون ذلك الشاذ، شيئا مستعارا من نظام لغوي مجاور.
وكل مثال شذ لسبب من الأسباب الثلاثة السابقة، على القواعد المطردة، في حلقة من حلقات التطور اللغوي، إنما كان مطردا في بيئته، وتوافقا مع القواعد السائدة في تلك البيئة، فالركام اللغوي، كان أمرا مطردا في تلك الحلقة، التي بادت واندثرت. وبدايات التطور في ظاهرة من ظواهر اللغة، نراها سائدة مطردة بعد ذلك، في حلقتها الجديدة، التي آلت إليها لغة من اللغات. وكذلك تلك الأمثلة المستعارة في أية لغة، من نظام لغوي مجاور، هي شاذة هنا، غير أنها قد تكون مطردة تمام الاطراد، في ذلك النظام اللغوي المجاور.
والشكال التالي بين كل هذه الأمور بوضوح، مع ملاحظة أن العلامة "*" تعنى المرحلة المندثرة، والعلامة = تعنى المرحلة الحالية، والعلامة O تعنى المرحلة التالية، والعلامة × تعنى: "النظام اللغوي المجاوري: