للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويزيد عليه بوركلمان١، أن ذلك "التحول في صوت القاف إلى همزة، يوجد كذلك في تلمسان، وشمالي مراكش٢، وعند اليهود في شمال إفريقيا، وكذلك في اللغة المالطية، في معظم الأحوال".

وإن كان الشيخ محمد علي الدسوقي يتعجب من أن "أهل جزيرة مالطة ينطقون بالقاف في جميع كلماتهم، التي ورثوها عن العرب الفاتحين، مع أن أهل مصر يستنكفون عن النطق بها"٣.

ويخبرنا "برجشتر اسر" في الأطلس اللغوي الذي عمله لسوريا وفلسطين سنة ١٩١٥ بأن "نطق القاف همزة، يسود معظم مدن سوريا وفلسطين، فيما عدا القليل، ومع ذلك يوجد نطق القاف في المدن أحيانا بين غير المتعلمين"، كما ينقل عن "ليتمان" قوله: "إن المسيحيين في حلب، لا ينطقون إلا الهمزة، على العكس من المسلمين الذين لا ينطقون هناك إلا القاف". كما يقول ليتمان: "وقد سمعت الهمزة من يهودي متعلم، والقاف من مسلم غير مثقف"٤.

هذا ... ومما يلفت النظر أن كثيرا من اللهجات التي قلبت فيها القاف همزة، لا تحتفظ بنطق الهمزات الأصلية في اللغة. ويبدو أن ترك هذه الهمزات الأصلية، تم في فترة قديمة، ولم يكن إلا امتدادا للهجات الحجازية القديمة في تسهيل الهمزة، ثم توقف هذا التغير بعد فترة، "فما دام هذا التغير قد أصاب جميع الكلمات، التي تقع تحت طائلته، يصبح القانون الذي


١ في كتابه: Grunriss ١/ ١٢١.
٢ انظر كذلك: لهجة شمال المغرب، تطوان وما حولها ص٨١.
٣ تهذيب الألفاظ العامية ٤٧.
٤ Sprachatlas الفقرة ١٠.

<<  <   >  >>