أما نحن فإننا نشك كثيرا في صحة الخبر، الذي يُعزى إلى الجرمي أو المازني، لما سبق أن قدمناه من أن مخطوطات الكتاب وشرح السيرافي له، لا تنقص إلا القليل من ذلك القدر غير المنسوب، في المطبوع المتداول بين أيدينا من كتاب سيبويه، والذي يزيد على ٣٤٠ موضوعا.
وقد عرفنا من قبل أن الأعلم الشنتمري، نسب المجهول في ٥٧ موضعا عند شرحه لشواهد الكتاب، كما أن الأستاذ العالم أحمد راتب النفاخ، صنع فهرسا لشواهد سيبويه، ونشره في بيروت سنة ١٩٧٠م، واستطاع أن ينسب بعض المجهول من شواهد الكتاب، اعتمادا على خزانة الأدب في كثير من الأحيان، وكذلك صنع الأستاذ عبد السلام هارون في نشرته الكتاب، فنسب بعض الأبيات معتمدا على بعض المصادر. وكنت قد اهتديت من قبل إلى كثير مما اهتدى إليه هذان العالمان الفاضلان، وزدت عليهما زيادات كثيرة، لم تقع لهما من قبل، فبلغ جملة ما اهتديت إليه حتى الآن ١٧٦ موضعا. ويبقى بعد ذلك ٩٩ موضعا لم ينسب فيها الشعر إلى قائل معين، بالإضافة إلى عشرة مواضع أخرى، نسب فيها الشعر إلى رجل من إحدى القبائل العربية.
وفيما يلى بيان ذلك كله:
أولا: المواضع التي أمكنني نسبة الشعر فيها، ومصادر النسبة:
١- هباء/ المعزاء "كامل" ١/ ٨٨: هما للشماخ بن ضرار في ملحق ديوانه ص٤٢٧ كما ينسب الثاني لذي الرمة في ملحق ديوانه ص٦٦١ وهو غير منسوب في اللسان "شجج" ٣/ ١٢٨.
٢- مائها/ أنسأئها "رجز" ١/ ٧٥: هما لأبي وجزة الفقعسي في معجم البلدان ١/ ٨٦ والتكملة للصاغاني ٢/ ٣١٣ وفي العيني على هامش