للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فارس كانت تعتبر الباشا البغدادي مسئولا عن المتاعب التي كان يلقاها الحجاج في الصحراء، وكانت موارد أهل الحجاز تنحصر في تلك الأيام على هذه القوافل التي كانت ترد عليهم من طريق البر.

ولما ضاق الشريف ذرعا من تجار مكة والمدينة اضطر إلى تحسين علاقاته مع الحكومة النجدية، ولم يجد مناصا سوى الخضوع، ولما أرسل الحاكم الوهابي هدايا الخيل والإبل إلى الشريف في أيام الجدب ظهر لجميع الناس أن العلاقات قد تحسنت١، إلا أن الإذن أيضا بدا مؤقتا٢.

وفد نجدي ثان:

توفى الشريف سرور في سنة ١٢٠٢ هـ، وتولى الأمر بعد ذلك عبد المعين بن مساعد، وخلفه غالب بن مساعد، وهو الشريف غالب الذي وقعت في عهده المعارك بين أهل نجد والحجازيين والمصريين، وحسبما يرويه المؤرخون فقد كان ينوي اجتناب هذا الصراع إلا أن العلماء حالوا دون كل هدنة. ومهما كان الأمر فإن أقوى دليل على تفهمه للأمور أن الشريف غالبا (١٢٠٢ - ١٢٢٨ هـ) بعد مدة سنتين فقط من توليه للإمارة طلب من الأمير عبد العزيز عالما يستطيع أن يتكلم في دعوة شيخ الإسلام.

وقد لبى الأمير عبد العزيز هذه الدعوة فرحا مسرورا، واختار الشيخ عبد العزيز الحصين لهذه المهمة (وهو الذي كان رئيس الوفد الأول) ، وكتب شيخ الإسلام رسالة بيده ذكر فيها الأدلة بكل تفصيل مع الإشارة إلى الوفد الأول، وأن علماء مكة قد اطمأنوا إليهم في ذلك الوقت. واستقبل الشريف غالب الشيخ عبد العزيز الحصين استقبالا طيبا وكلمه طويلا، واعترف بأهميته وصدق أدلته، إلا أنه تراجع عن رأيه بعد ما أغواه العلماء المحليون، وحذره "فقهاء الحرم" بأنه إن أطاع


١ arabia: ٣٨ , ٣٩.
٢ ذكر ماردتمان "ابن سعود: دائرة المعارف الإسلامية" أن غالبا كان قد سحب هذا الأذن في سنة ١٢٠٢ هـ. وعامة المؤرخين يذكرون أن الأذن في كل مرة كان مؤقتا، ولم تزل أحكام منع النجديين من الحج مستمرة حتى بدأت الحرب سنة ١٢٠٥ هـ. (الرحلة الحجازية: ٦٨) .

<<  <   >  >>