للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عثمان بن معمر.

ولما فرغ الشيخ حمد بن ناصر ورفقاؤه من الطواف قدموا هدايا الأمير عبد العزيز إلى الشريف، واستقبلوا استقبالا وديا، واستمرت المناقشات عدة أيام مع علماء مكة، وفي الأخير قدمت أسئلة عديدة إلى الشيخ حمد بن ناصر وطلب منه أن يكتب أجوبتها، فأجاب عنها مفصلا ومبرهنا بالأدلة، وقد طبعت هذه الأجوبة في رسالة سميت "الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب"١، وتكلم في هذه الرسالة بالخصوص على مسألتين وهما: الشفاعة والاستغاثة وتكفير تاركي الصلاة وقتالهم. وسنتكلم فيما بعد بالتفصيل في هذه المواضيع، ولذلك لا أرى التعرض بموضوع بحث هذه الرسالة.

وكانت هذه المناظرة في شهر رجب سنة ١٢١١ هـ في مجلس حافل أمام الشريف غالب. وعلق ابن غنام على هذه المناظرة في حوادث سنة ١٢١١ هـ:- "إنهم اعترفوا باستقامة حججه، ولكن مع ذلك جحدوا- الخ". وقد نقل ابن غنام الرسالة بكاملها٢ وذكر فلبي أيضا٣ جميع ما جرى في هذا الوفد والمناظرة، والعجب أن ابن بشر سكت أيضا عن ذكر هذا الوفد.

ومن المناسب هنا أن اذكر كلمات في شأن رئيس الوفد حمد بن ناصر بن معمر فكان يتشرف بتتلمذه على شيخ الإسلام مثل رئيس الوفد الأول والثاني الشيخ عبد العزيز الحصين (م سنة ١٢٣٧ هـ) ، وزيادة على ذلك كان قد استفاد من أخيه سليمان بن عبد الوهاب (م سنة ١٢٢٥ هـ) ، وقد تولى القضاء في الدرعية مدة طويلة، وكان الأمير سعود بن عبد العزيز (١٢١٨- ١٢٢٩ هـ) قد أرسله للتدريس والإفتاء في مكة المكرمة، وتوفي هناك في أواسط ذي الحجة ١٢٢٥ هـ (بداية كانون الثاني يناير سنة ١٨١١ م٤

صلح بعد حرب:

لقد زادت فتوحات "الوهابيين" حتى أن الباب العالي اهتم في شأنهم، وسلمت هذه


١ مجموعة الهدية السنية ص: ٥٥ , ٩٠.
٢ روضة الأفكار ٢: ٢٢٦.
٣ arabia ص: ٧١ , ٧٢.

<<  <   >  >>