للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المهمة إلى سليمان باشا والي بغداد١، فأرسل جيوشا لكبح جماحهم بقيادة "ثويني" ثم بقيادة "علي باشا"٢، ولكنها رجعت خائبة خاسرة، وصارت الجيوش النجدية تشن غارات باستمرار على حدود العراق، وتقدم الأمير عبد العزيز فاستولى على البحرين وسواحل عمان وحكم سيطرته بهجمات على حكام بغداد والبصرة الأتراك.

ولم يزل الحظر المفروض على النجديين من الحج مستمرا، وفي مقابل ذلك لم يزل هجومهم على العراق والتعرض لقوافل العراقيين مستمرا. وكان كل هذا مصدر تعب وقلق دائمين لأشراف مكة، فاضطروا لرفع الحظر عن الحج مرارا، وطلبوا الوفود للتفاهم، ولكنهم في الأخير عزموا على شن الغارة. وكانت هذه عادة الشريف غالب فقد قام بشن غارات شاملة بعد استعدادات كاملة في سني ١٢٠٥ "١٧٩٠ م" و ١٢١٠ هـ "١٧٩٥ م" و ١٢١٢ هـ "١٧٩٨ م" ولكن في كل مرة كان حظه الهزيمة ٣.

ووقعت أعنف هذه المعارك٤ وآخرها في سنة ١٢١٢ هـ في الخرمة (قرية معروفة عند تربة) ، ومنى فيها غالب بهزيمة نكراء، وقتل آلاف من رجاله فلم يجد بدا من المصالحة والإذن للحج، وعينت الحدود بين الطرفين فكانت عتيبة وحرب والناحية الشمالية من عسير في حدود مملكة الشريف. وتم هذا الصلح في آخر جمادى الأولى سنة ١٢١٣ هـ (كانون الأول ديسمبر سنة ١٧٩٨ م٥، وعلى أثر ذلك بدأ النجديون وكذلك القوافل العراقية يؤدون فريضة الحج بأمن وسلام من سنة ١٢١٣ هـ إلى سنة ١٢١٥ هـ.


١ في سنة ١٢١٢ وكان الشريف غالب هو الذي لفت أنظار الدولة العثمانية إلى خطر "الوهابيين"، وحثه على كسر شوكتهم إلا أن الدولة لم تعر أي اهتمام، ولكننا نرى أن سليمان باشا حاكم بغداد جهز الجيوش لمحاربة أهل نجد قبل ذلك، وأما بعده في سنة ١٢١٣ هـ فكما يقول دحلان نفسه أن نائب سليمان وهو علي باشا قد قام بهجوم عنيف "ولو لم تكن حياتهم باقية لكان من المقطوع به نهاية الوهابيين" خلاصة الكلام ص ٢٦٦ , ٢٦٨.
٢ أرسلت هذه الجيوش في سنة ١٢١١ هـ (١٧٩٧ م) وسنة ١٢١٣ هـ "١٧٩٩ م" وللتفصيل يراجع عنوان المجد ١: ١٠٧ , ١٠٩ , ١١٨. وفلبي ص ٦٨ , ٧٠.
٣ عنوان المجد ١: ٨٦ , ٨٧ , ١٠٣ , ١٠٧ , ١١٢ , وفلبي ص: ٥١ , ٥٤ , ٧٣ , ٧٤.
٤ وهذه المعركة هي التي اشتهرت "بوقعة الخرمة" وقد وقعت في شوال سنة ١٢١٢ هـ "مارس وأبريل سنة ١٧٩٨ م" ورجع غالب إلى مكة منهزما في ٣ من ذى القعدة "١٩ أبريل سنة ١٧٩٨ م" خلاصة الكلام ص: ٢٦٧.
٥ خلاصة الكلام ص ٢٦٧.

<<  <   >  >>