للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وربما تكون فى الدابة فيستعير غيرها، أما إذا كانت المصيبة فى اللسان من يعيره لسانه!

لذلك كانوا يعلمون أبناءهم اللغة ويستعظمون الخطأ فى لسانهم، فإن أبا الأسود الدؤلى سمع ابنته تقول: (ما أحسنُ السماءِ) أرادت أن تتعجب من السماء ولكن ما قالته تجعل العبارة استفهامية بدلًا من أن تكون تعجبية، فقال أبو الأسود لابنته (نجومُها) أى أحسن شئ فى السماء نجومها، وهو يعلم ماذا تريد فقالت: ما أردت هذا وإنما أردت التعجب فقال قولى: ما أحسنَ السماءَ، وافتحى فاكِ.

وكانوا يقولون: المرء مخبون تحت لسانه إذا تكلم ظهر.

٢ - تحسين الأفهام: أى تجعل المسلم يحسن فهم الكتاب والسنة فهمًا صحيحًا

لذا قال أبو هلال العسكرى: علم العربية من خاص ما يحتاج إليه الإنسان لجماله فى دنياه وكمال آلته فى دينه، وعلى حسب تقدم العالم فيه وتأخره يكون رجحانه ونقصانه إذا ناظر أو صنَّف.

مثال: تقول عائشة ، قال لى النبى : «ناولينى الخُمْرَةَ من المسجد» فقلت إنى حائض فقال: «إن حيضتك ليست فى يدك» (١)

هنا اختلف العلماء فى الحديث على اختلاف تصورهم لمتعلق الجملة، كيف ذلك؟

إن الجار والمجرور مثل: (من المسجد) له متعلق أى شئ يتعلق به مثل جئت من البيت هذا متعلق بالمجئ.

مثال آخر: (ذهبت إلى المسجد) هذا متعلق بالذهاب وتغير المتعلق للجار والمجرور يُغير المعنى، فقول عائشة قال رسول الله : «ناولينى الخمرة من المسجد» ف: (من المسجد) جار ومجرور متعلقة بشئ قبلها وهو الفعل وفى الحديث فعلان: قال - ناولينى

فبعضهم قال (من المسجد) متعلقة بقال والمعنى: قال «من المسجد ناولينى


(١) عن عائشة قالت: قال لى النبى : «ناولينى الخمرة من المسجد» فقلت إنى حائض فقال: «إن حيضتك ليست فى يدك» أخرجه أبو داود بسند صحيح برقم ٢٦١.

<<  <   >  >>