فمن آمن به وعظمه ومنعه من أعدائه وجاهد معه، واتبع القرآن الذي أنزل عليه، فهو فائز في الدنيا والآخرة.
وكأن الله سبحانه يباهي بمحمد عن وأتباعه أتباع موسى عليه الصلاة والسلام ويوبخهم على ما فعلوه وطلبوه، قبل وجود محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من (١٥٠٠) عام ويصفهم بأنهم ليسوا على شاكلتهم، بل يقولون: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
هذا. وفي الغالب أن الأنبياء يبشر بعضهم ببعض.
والنبي المتقدم إذا أخبر عن النبي المتأخر لا يشترط التفصيل في أخباره وصفاته، بل يكون على الغالب بشكل مجمل، ولاسيما عند العوام.
أما الخواص فقد يصير جليا عندهم بوساطة القرائن، وقد يبقى خفيا عليهم أيضا لا يعرفون مصداقه إلا بعد مجيئه وإخباره أن المتقدم قد بشر به، وبعد ظهور صدقه بالمعجزات وعلامات النبوة. وآنئذ يصير جليا بلا ريب لكل منصف. والنصوص الواردة في التوراة والإنجيل معظمها إشارات تحتاج إلى تأمل. وكان علماؤهم يجادلون ويشوشون وجه الدلالة فيها بإلقاء الشبهات، ثم ازداد الأمر غموضا بنقل هذه الكتب