وقد أخذ الله سبحانه عهدا على كل نبي أرسله أن يؤمن بمحمد خير خاتم الأنبياء، والرسل إلى الناس كافة، وأن يشر قومه به، وينعته لهم ببعض صفاته، وأن يأخذ عليهم العهد، لإن جاء وهم أحياء ليتبعنه وينصرنه. قال سبحانه:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشاهِدِينَ} سورة اهـ عمران ٨١،. وهكذا توالت البشارات والعهود من نبي إلى نبي، ومن جيل إلى جيل بالنبي المنتظر خاتم الأنبياء والرسل، المرسل رحمة للعالمين. حتى إذا أظل زمانه تاقت قلوب الطيبين ونفوسهم للقائه والإيمان به ونصرته، فضربوا في الأرض يستقصون الأخبار.
وجاء النبي المنتظر مشتهى كل الأمم رحمة مهداة للعالمين. جاء أحمد صلى الله عليه وسلم فسعد به أناس، وتنكب له متعنتون، فأظهره الله عليهم، ثم أظهر أمته من بعده على سائر الأ مم، وامتد دينه شرقا وغربا، تماما كما وصفه الله سبحانه في الكتب التي أنزلها على أنبياءئه السابقين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بيد أن التاريخ ما عرف فاتحا أرحم من المسلمين كما قال"غوستاف لوبون".
وقدر الله سبحانه لي أن أعيش في مدينة فيها نسبة من النصارى، وأن أعمل مدرسا في ثانوية تقع في حي كذلك. وكنت أظن أن الاحترام المتبادل هو السائد بيننا وبينهم، كما توحي بذلك ابتساماتهم وحلاوة الألفاظ التي يعطونها من طرف ألسنتهم. بيد أن الحقيقة بعكس ذلك تماما عند أكثرهم،.. وهالني ما رأيت من تصديهم للصغار في مواضيع