للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين١، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، ثم يمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفي ويصلي عليه المسلمون".

- وقد أقام الحدود والقصاص ونهى عن تعطيلها، وحض صاحب الحق على العفو.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حد يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحا" أخرجه النسائي وابن ماجة وأحمد٢

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعافوا الحدود فيما بينكم، فما بلغني من حد فقد وجب" أخرجه أبوداود والنسائي.

وكان من حكمة الله تعالى ورحمته أن لا يهلك قوم خاتم الأنبياء بعذاب الاستئصال، مع أن المشركين من أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آيات كثيرة. وقد بين سبحانه أنه إنما منعه أن يرسل بها أن كذب بها الأولون، فيستحقون عذاب


١ ممصرتين: يقال: ثوب ممصر: إذا كان فيه صفرة خفيفة يسيرة.
٢ وفي سنده في الروايتين جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي وهو ضعيف. وفي الرواية الأولى أيضا عيسى بن يزيد الأزرق لم يوثقه غير ابن حبان، انظر جامع الأصول مع التعليق ٣/٥٩٦. ألا فلينظر أهل الكتاب إلى هذه الدقة في التوثيق، وليأتوا بمثلها وإلا ...

<<  <   >  >>