(أ) جاء في الجملة السادسة عشرة: وأنا أطلب من الأب أي الله فيعطيكم فارقليط آخر.
يدعي النصارى أنه روح القدس كما سلف. ولا صحة لادعائهم، لأن هذا الروح كما يعتقدون متحد بالأب مطلقا، وبالابن من ناحية لاهوته، لا من ناحية ناسوته، اتحادا حقيقيا، فلا يصدق في حقه أنه فارقليط آخر، بخلاف النبي المبشر به. ثم إن كان معناه المعزي والوكيل والشفيع كما يقولون، فإن هذه الأمور من خواص النبوة، لا من خواص هذا الروح المتحد.
كما ورد في الجملة نفسها أنه يقيم إلى الأبد. وقد حفظ الله سبحانه القرآن صحيحا سليما دون غيره من الكتب. قال سبحانه:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} . سورة الحجر ٩.
(ب) جاء في الجملة السادسة والعشرين: فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بجميع ما قلته لكم.
وبالفعل، فإن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تشمل جميع نواحي الحياة من علاقة الفرد بالفرد إلى علاقة الأمة بغيرها من الأمم سلما وحربا. قال سبحانه:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} . سورة الأنعام ٣٨. وعن سلمان رضي الله عنه وقال له