ومحمد صلى الله عليه وسلم ما كان يتكلم من عند نفسه، بل يجعل الله كلامه فما فمه، ويكلم الناس بما يوحيه الله إليه من أمر أو نهي كما سلف في البشارة الأولى من بشارات العهد القديم. قال سبحانه:{قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ} سورة الأحقاف ٩.
وقال سبحانه:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} ١ سورة النجم ٤.
(ط) وجاء في الفقرة نفسها: ويخبركم بأمور آتية:
وما الذي أخبر به الروح للحواريين أو لغيرهم من الأمور الغيبية الآتية؟ لم يحدث هذا. أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أخبر عن أمور كثيرة ستقع في المستقبل، منها ما وقع، فأتت كما قال. ومنها ما لم يقع حتى الآن، والمسلمون ينتظرون وقوعها، والأحاديث التالية فيها مصداقية ذلك:
١- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما، فما ترك شيئا يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هولاء، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته،
١ إظهار الحق ٢٧٨-٢٩٧، محمد رسول الله لبشرى ص ٨٦-١٠٦، محمد في الكتب المقدسة ص١٣-٢٠، قصص الأنبياء للنجار ص ٣٩٧-٣٩٨، المسيح ابن مريم لعبد الحميد جودة السحار.