للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما مشطتْ غيدُ القيانِ شعورها ... وقامتْ لرقصٍ في غلائلها الحمرِ

وقال المملوك فيه، وما يظنُّ أنه سبقَ إلى مثل هذه القطعة:

يا صاحبي قمْ فانظر الدنيا فقدْ ... جاءتْ لبهجتها بأحسنِ منظرِ

أوما ترى جيشَ الشتا لما مضى ... لقتال جيش ربيعنا لم ينصرِ

بلْ فرَّ منهزماً وطبلُ رعودهِ ... عطلٌ وبيضُ بروقهِ لم تشهرِ

وأتى بعسكرهِ الربيعُ ففرقتْ ... فوقَ البسيطِ جندَ ذاكَ العسكرِ

وغدتْ له خضرُ الزروع كأنها ... قدْ ألبستْ حلقَ الحديدِ الأخضرِ

فبكلِّ خضراءِ النباتِ كتيبةٌ ... فيها شقائقه كبندٍ أحمرِ

وقال في المعنى قطعة، وهو يسردها على كمالها لإعجابه بها:

ألا حرستْ من روضةٍ قد حللتها ... وقد رقَّ فيها ماؤها وهواؤها

وقد أشرعتْ فيها الجداولُ جريها ... إلى شجر منها يجيءُ نماؤها

ولاح لنا زهرُ الشقائقِ يانعاً ... كمثل زنوجٍ ضرجتها دماؤها

فمنْ كل قاعٍ أخضرٍ وشقيقةٍ ... كتيبةُ حسنٍ وهي فيها لواؤها

وغنتْ على الأوراقِ ورقٌ كأنها ... لإطرابنا قد طال منها غناؤها

تعجبتُ منها ألبستْ من سوادها ... حداداً وقد أسجى القلوبَ بكاؤها

وأعجبُ من رقش المياهِ وقصدها ... زمرد أشجارِ الربا وهواؤها

وقال بالشام وقدْ رأى منها مروجاً كثيرة:

انظر إلى حسنِ شقيقِ الربا ... تنظرْ إلى ما يجملُ الزهرا

<<  <   >  >>