للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروى "أبعطت" مكان أبعدت وهما واحد، ويروى أسرعت أيضًا، وهذا الأسدي يرثي أخاه، وكان مرض في غربة فسأله الخروج به هربًا من موضعه في الغربة فمات في الطريق. المعنى يقول: بلغت في الفرار من الموت، فلم تجاوز القضاء، وما نفعك الحذر، ثم دعا وأثنى عليه لصفاء وده.

(١١٢)

وقال النابغة الجعدي يرثي أخاه وحوح بن عبد الله، مخضرم:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

ألم تعلمي أني رزئت مُحاربًا فمالك منه اليوم شيء ولا ليا

ومن قبله ما قد رزئت بوحوح وكان ابن أمي والخليل المصافيا

فتى كملت أخلاقه غير أنه جواد فما يُبقي من المال باقيا

فتى تم فيه ما يسر صديقه على أن فيه ما يسوء الأعاديا

أشم طويل الساعدين سميدع إذا لم يرح للمجد أصبح غاديا

يدر العروق بالسنان ويشترى من المجد ما يبقى وإن كان غاليا

صديقه يكون بمعنى الجمع. المعنى: يرثي محاربًا وأخاه وحوحا، يصفه بالجود وكمال الخير، واعتياد الخير والشر، والسميدع: السيد وهو من أسماء الأسد، وقوله: إذا لم يرح أي مولع بالمجد فإن لم يفعله مساء فعله صباحًا، ولما سمع عبد الملك بن مروان هذا البيت قال: "هلا قال إذا راح للمعروف أصبح

<<  <  ج: ص:  >  >>