ولا نغالي إذا قلنا أن هذا الجهد الذي بذلناه في تحديد بحور هذا القطع وأضربها وقوافيها قد حقق فائدة في قيام شرح ثالث - غير شرح التبريزي ذي النقص وغير شرح المرزوقي الذي لم يعن بهذا الجانب - يحقق للدارسين في الحماسة عوناً يفيدهم في معرفة البحور والأضرب والقوافي لكل ما اختاره أبو تمام من شعر.
تاسعاً: ولقد ذيلنا هذا الشرح بفهارس لكل ما ورد فيه - دون الهوامش - من أعلام وأمكنة وآيات قرآنية وأحاديث وقواف، فضلاً عن فهرس المصادر المراجع التي استخدمناها في دراسته وتحقيقه.
ويقتضي الحق أن نقول أن هذه الجهود التي قمنا بها لخدمة هذا الشرح كان وراءها أعمال رجال سبقونا في هذا المضمار، وبخاصة ما قام به عبد السلام هارون في تحقيقه شرح المرزوقي وصنواه أحمد محمد شاكر وعبد الستار أحمد فراج وغيرهم ممن حقق كتباً كانت لها صلة بشعراء الحماسة أو شعرهم، كما كان وراء هذه الجهود أيضاً فضل لزملاء أعزاء فتحوا لي مكتباتهم الخاصة آخذ منها ما أشاء أخص منهم بالذكر الأستاذ الدكتور هاشم الشريف والأستاذ محمد مسعود جبران والأستاذ الهادي الخمائسي. نفعني الله بهؤلاء جميعاً ونفع غيري بهم، وإني لأسأل الله تعالى أن يحقق بعملي هذا ما أملته في أن يكون إسهاماً متواضعاً في خدمة تراثنا الأدبي أنه سميع مجيب، وهو حسبي إلى يوم الدين.