الأُولَى: الإعْرَابُ.
الثَّانِيَةُ: التَّرْكِيبُ.
فَالإعْرَابُ هُو أسَاسُ الشِّعْرِ الفَصِيحِ، وإذَا أخَلَّ الشَّاعِرُ بِإعْرَابِ كَلِمَةٍ واحِدَةٍ في بَيْتِ الشِّعْرِ الفَصِيحِ أفْسَدَهُ، واحْتَاجَ إلى الإتْيَانِ بِالكَلِمَةِ مُعْرَبَةً صَحِيحَةً حَتَّى يَسْتَقِيمَ شِعْرُهُ، وإلاَّ سَقَطَ في عَثَرَاتٍ وعَجْزٍ يُؤَاخَذُ عَلَيْهِ، ولا يُعَدُّ الشِّعْرُ في هَذِهِ الحَالِ شِعْرًا فَصِيحًا مَهْمَا كَانَ قَائِلُهُ، بغَضِّ النَّظَرِ عَنِ الضَّرُوْرَةِ الشِّعْرِيَّةِ.
أمَّا الشِّعْرُ «النَّبَطِيِّ» فَقَدْ أشَارَ عَبْدُ الله بنُ خَمِيسٍ إلى وُجُوبِ الابْتِعَادِ بِهِ عَنِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ الفَصِيحَةِ حَتَّى يَسْتَقِيمَ وزْنُهُ، حَيْثُ يَقُولُ (٨١): «لا تُحَاوِلْ وأنْتَ تَقْرَأُ هَذَا الشِّعْرَ أنْ تَسْلُكَ جَادَّةَ اللُّغَةِ الفَصِيحَةِ، فَتُسَلِّطَ العَوامِلَ على مَعْمُولاتِهَا، وتُحَاوِلُ الرَّفْعَ، أوِ النَّصْبَ، أوِ الجَرَّ، أوِ السُّكُونَ بِالعَلامَاتِ الأصْلِيَّةِ، أوِ الفَرْعِيَّةِ، أوْ حَذْفٍ، أوْ سُكُونٍ، أوْ تُحَاوِلُ أنْ تَقُولَ عَنْ هَذَا الفِعْلِ أنَّهُ مِثَالٌ، أوْ عَنِ الآخَرِ أنَّهُ أجْوفٌ، أوْ عَنْ ثَالِثٍ أنَّهُ نَاقِصٌ، أوْ مَهْمُوزٌ، أوْ واوِيٌّ، أوْ يَائِيٌّ إلَخْ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute