قَالَ تَعَالى: (إِنَمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات ١٠).
وقَالَ تَعَالى: (واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمّ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيتِهِ لَعَلَّكُم تَهْتَدُونَ) (آل عمران ١٠٣).
ففي هَذِهِ الآيَاتِ وغَيْرِهَا: الأمْرُ بالاجْتِمَاعِ والائْتِلافِ، والنَّهْيُ عَنِ الافْتِرَاقِ والاخْتِلافِ، وهَذَا ممَّا اسْتَفَاضَتْ بِه النُّصُوْصُ الشَّرْعِيَّةُ، ودَعَتْ إلَيْهِ مَقَاصِدُ الشَّرِيْعَةِ، ووَقَعَ عَلَيْهِ الإجْمَاعُ.
* * *
ومِنْ هُنَا؛ كَانَ الافْتِرَاقُ والاخْتِلافُ مَذْمُوْمًا شَرْعًا، فَلا دِيْنَ بِلا أُخُوَّةٍ، ولا أُخُوْةَ بِلا دِيْنٍ، كَما قَالَ تَعَالى: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات ١٠).
لأجْلِ هَذَا؛ كَانَتِ الآيَاتُ القُرْآنِيَّةُ في ذَمِّ الافْتِرَاقِ والاخْتِلافِ أكْثَرَ عَدَدًا مِنْهَا في الحَثِّ على الجَمَاعَةِ، ومَا ذَاكَ إلاَّ أنَّ الجَمَاعَةَ أصْلٌ ومَقْصَدٌ شَرْعِيٌّ، أمَّا الافْتِرَاقُ والاخْتِلافُ فَأمْرٌ حَادِثٌ؛ لِذَا نَجِدُ الشَّرِيْعَةَ قَدْ أوْلَتْهُ اهْتِمامًا بَالِغًا مِنَ التَّحْذِيْرِ والتَّحْرِيْمِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute