حَيْثُ كَانَ حَظُّهَا مِنَ الهَوَانِ والذُّلِّ الكَأسَ الأوْفى، ومِنَ الجَهْلِ والتَّفْرِيْقِ القِدْحَ المُعَلَّى، والله المُسْتَعَانُ!
ومَا كَانَ هَذَا حَدِيْثًا يُفْتَرَى، بَلْ حَقِيْقَةٌ مَاثِلَةٌ للشَّاهِدِ مِنَّا والغَائِبِ، وإنْ كَانَ مِنْ حَقِيْقَةٍ أخْرَى فَلا شَكَّ أنَّ وَرَاءَ هَذَا كُلِّهِ مُخَطَّطَاتُ أعْدَاءِ الإسْلامِ الَّتِي لم تَزَلْ تُحَاكُ ضِدَّ المُسْلِمِيْنَ سَوَاءٌ كَانَتْ عَسْكَرِيَّةً جَلِيَّةً، أو فِكْرِيَّةً خَفِيَّةً.
نَعَمْ، لَقَدْ كَانَ لهَذَا العَدَاءِ السَّافِرِ صُوَرٌ شَتَّى، وطَرَائِقُ مُخْتَلِفَةٌ، ومَهْما يَكُنْ مِنْ خَطَرٍ أو شَرٍّ، إلاَّ أنَّ أعْتَاهَا أمْوَاجًا وأقْوَاهَا تموُّجًا: الاسْتِشْرَاقُ الَّذِي مَا فَتِئَ يَضْرِبُ شَواطِئَنَا بأمْوْاجٍ عَاتِيَةٍ وذَلِكَ مِنْ خِلالِ الدِّرَاسَاتِ اللُّغَوِيَّةِ، ونَشْرِ اللَّهَجَاتِ العَامِيَّةِ بَيْنَ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ!
* * *
- فَكَانَ مِنْ هَذِهِ الأفْكَارِ المُتَسَرِّبَةِ إلى عُقُوْلِ النَّاشِئَةِ الَّتِي عَصَفَتْ رِيْحُهَا في جَزِيْرَةِ العَرَبِ مُنْذُ سَنَتَيْنِ أو يَزِيْدُ: الدَّعْوَةُ السَّافِرَةُ إلى العَامِيَّةِ المُتَمَثِّلَةِ فِيْما يُسَمَّى بـ «شَاعِرِ المَلْيُون»؛ حَيْثُ فُتِحَتْ لَهُ القَنَوَاتُ الفَضَائِيَّةُ، وأُقِيْمَتْ لَهُ النَّدَوَاتُ الفَوْضَوِيَّةُ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute