للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدورقي، وابن أبي مسعود، فحملوا إلى الرقة (١) حيث المأمون، فامتحنهم فأجابوا خوفًا من السيف ثم أطلقوا.

ولقد اغتم الإمام لإجابة هؤلاء؛ لأن هذا مبدأ الأمر فلو صبروا لانقعطت الفتنة وانتهت المحنة، ولكن الله غالب على أمره.

قال حنبل: «سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل - وذكر الذين حملوا إلى الرقة إلى المأمون وأجابوا - فذكرهم أبو عبد الله بعد ذلك فقال: هؤلاء لو كانوا صبروا وقاموا لله لكان الأمر قد انقطع، وحذرهم الرجل - يعني: المأمون - ولكن لما أجابوا وهم عين البلد اجترأ على غيرهم. وكان أبو عبد الله إذا ذكرهم اغتم لذلك، ويقول: هم أول من ثلم هذه الثلمة وأفسد هذا الأمر» (٢).

ثم كتب إلى إسحاق بن إبراهيم ثالثة يأمره بإحضار مزيد من العلماء لامتحانهم، منهم: الإمام أحمد، ومحمد بن نوح، وعبيد الله بن عمر القواريري، والحسن بن حماد سجادة،


(١) مدينة تقع شرقي حلب على نهر الفرات، كانت من أهم المدن أيام بني العباس، بني بها الرشيد قصر السلام، وهي اليوم في دولة سوريا، بينها وبين دمشق ٥٠٠ كيلو. ينظر: معجم البلدان (٣/ ٥٨)، والروض المعطار (١/ ٢٧٠).
(٢) ذكر محنة الإمام أحمد ص (٣٤)، وينظر: محنة الإمام أحمد للمقدسي (٤٠).

<<  <   >  >>