قد تقدم في ترجمة سجَّادة قصته وقصة القواريري وموقف الإمام منهما، فيما قاله ابن عمه حنبل بن إسحاق رحمه الله عن أبيه:«ثم ورد كتاب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم يأمره بإحضار أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وعبيد الله بن عمر القواريري، والحسن بن حماد سجَّادة، ومحمد بن نوح بن ميمون، وأن يمتحنهم ... ، فلما كان من الغد حضر أبو عبد الله والمسمون معه، فأدخلوا إلى إسحاق فامتحنهم، فأبى أبو عبد الله والقوم أن يجيبوا جميعًا ... ، ثم امتحن القواريري فأبى أني يجيبه وامتنع، فأمر بحبسه وتقييده، وسجَّادة أيضًا كذلك، فلما كان بعدُ بيوم أو يومين جاء بهما فأجاباه فخلّى عنهما، وكان أبو عبد الله بعد ذلك يعذر القواريري وسجادة، يقول: قد أعذرا وحبسا وقيدا، وقال الله عز وجل:{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}[النحل: ١٠٦] ثم قال: القيد كره، والحبس كره، والضرب كره، فأما إذا لم ينل بمكروه فلا عذر له»(١).
(١) تاريخ بغداد (٧/ ٢٩٥)، وينظر: تهذيب الكمال (٦/ ١٣١)، وسير أعلام النبلاء (١١/ ٣٩٣)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٢٣٧)، وبحر الدم ص (١١٠) رقم (١٩١).