للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن الخضوع وصف العبد والعظمة وصف الرب.

وتمام عبودية الركوع أن يتصاغر العبد ويتضاءل بحيث يمحو تصاغره كل تعظيم منه لنفسه ويثبت مكانه تعظيمه لربه وكلما استولى على قلبه تعظيم الرب ازداد تصاغره هو عند نفسه، فالركوع للقلب بالذات والقصد وللجوارح بالتبع والتكملة.

[الاعتدال من الركوع]

ثم شرع له أن يحمد ربه ويثني عليه بآلائه عند اعتداله وانتصابه ورجوعه إلى أحسن هيأته منتصب القامة معتدلها، فيحمد ربه ويثني عليه بأن وفقه لذلك الخضوع، ثم نقله منه إلى مقام الاعتدال والاستواء بين يديه، واقفًا في خدمته كما كان في حال القراءة.

ولذلك الاعتدال ذوق خاص وحال يحصل للقلب سوى ذوق الركوع وحاله، وهو ركن مقصود لذاته كَرُكْن الركوع والسجود سواء؛ ولهذا كان رسول الله يطيله كما يطيل الركوع والسجود ويكثر فيه من الثناء والحمد والتمجيد كما ذكرناه في هديه (١) - صلى الله عليه وسلم - وكان في قيام الليل يكثر فيه من قول: «لربي الحمد لربي الحمد» (٢) يكررها.


(١) انظر زاد المعاد (١/ ٥٥).
(٢) جزء من حديث رواه حذيفة وقد أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده (١/ ٢٣١) والنسائي كتاب الافتتاح، باب: ما يقول في قيامه ذلك (٢/ ١٩٩) وأحمد في مسنده (٥/ ٣٩٨).

<<  <   >  >>