شئت قلت: أن، ولو قال إنسان إنّ أنّ في موضع جر في هذه الأشياء ولكنه حذف لما كثر في كلامهم، فجاز فيه حذف الجار كما حذفوا رب في قولهم:
وبلد تحسبه مكسوحا
لكن قولاً قوياً، وله نظائر، نحو قوله: لاه أبوك، والأول قول الخليل، رحمه الله)) انتهى. فقول س ((والأول))، أي: كونه في موضع نصب لا في موضع جر، وس إنما أورد كونه في موضع جر على سبيل أنه لو قيل، ولم يصرح أنه مذهب له كما صرح به صاحب البسيط وهذا المصنف أنه مذهب س.
وقوله ولا يُعامل بذلك لتعين الجار غيرهما أي: غير أنْ وأنّ، خلافاً للأخفش الأصغر، هو علي بن سليمان البغدادي تلميذ ثعلب والمبرد، قال المصنف:((وأجاز- يعني الأخفش هذا- أن يحكم باطراد حذف حرف الجر والنصب فيما ليس فيه، كقول الشاعر:
....................... ... وأخفي الذي لولا الأسا لقضاني
والصحيح أن يتوقف فيه على السماع، قال س بعد أن حكى عددتك، ووزنتك، وكلتك: (ولا تقول وهبتك؛ /لأنهم لم يعدوه، ولكن وهبت لك).
قال المبرد: لا يقال وهبتك لئلا يوهم كون المخاطب موهوباً، فإذا زال الإشكال، نحو وهبتك الغلام- جاز. وحكى أبو عمرو السيباني: انطلق معي أهبك نبلاً، يريد: أهب لك))، انتهى كلام المصنف. ... [٣: ٦٩/أ]