فإن اختل الشرطان أو أحدهما منع، نحو: رغبت الأمر، لا يجوز؛ لأنه لا يعلم هل أردت رغبت في الأمر أو عن الأمر. وكذلك لا يجوز: اخترت إخوتك الزيدين؛ لأنه لا يعلم على أردت: إخوتك من الزيدين، أو: اخترت الزيدين من إخوتك.
والصحيح أنه لا يقاس ذلك وإن وجد الشرطان، فلا يقال: أحببت الرجال زيداً، ولا: اصطفيت الرجال زيداً، والتقدير: من الرجال؛ لقلة ما وجد من ذلك؛ إذ لا يُحفظ إلا تلك الأفعال التي ذكرناها.
وأما قوله:
تمرون الديار، ولم تعوجوا ... كلامكم علي إذا حرام
وقوله:
تحن، فتبدي ما بها من صبابة ... وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني
وقوله:
فبتّ، كأنّ العائدات فرشنني ... هراساً، به يعلى فراشي ويُقشب