للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورجع فلان فلاناً، أي: فتح، ورد، وتارة لازمة، فتقول: فغر فم زيدٍ، وشحا، أي: انفتح، ورجع زيدٌ، أي: انقلب. وتقدم الكلام في شكر ونصح، ولغة القرآن تعديتهما بحرف الجر، قال تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، وقال تعالى: {وَأَنصَحُ لَكُمْ}.

وقوله وكذا الثاني- أي: الذي يتعدى إلى اثنين- بالنسبة إلى أحد المفعولين أي: يتعدى إليه [إما] بنفسه، نحو كسا وأعطى، وإما بحرف جر، نحو اختار وأمر، وتقدم حكم باب اختار. وأمّا كسا فإنها تتعدى إلى اثنين، فلا يجوز أن يدخل على أحدهما حرف جر، وكذلك أعطى.

فأمّا كسا فتعديها لاثنين بحق أصالة الوضع. وذهب الكوفيون إلى أنها تعدت بالحركة إلى اثنين، والأصل فيها: كسي زيد الثوب، كما تقول: لبس زيد اثوب، ثم إنها عُدّيت بالحركة إلى اثنين، كما قالوا: شترت عين/ الرجل، وشترها الله، فالنقل وقع بالتغيير من فعل إلى فعل. والصحيح أن كسا وشترها الله أصل، وأن النقل لا يكون بتغير الحركة. مما جاء في كسي بكسر السين قول الشاعر:

وأن يعرين إن كسي الجواري ... فتنبو العين عن كرمٍ عجاف

<<  <  ج: ص:  >  >>