للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو ظرف لا يُتصرف فيه بغير من، وندر تصرفه، قال الشاعر:

ألم تريا أني حميت حقيقتي وباشرت حد الموت، والموت دونها

بالرفع، وقال آخر:

[٤: ٣/ ب] /وغبراء، يحمي دونها ما وراءها ولا يختيطها الدهر إلا المخاطر

وقال ذو الرمة:

جاورت أرضًا يحسر الآل مرة فتبدو، وأخرى يحسر الآل دونها

وقال الأخفش في قوله {ومِنَّا دُونَ ذَلِكَ}: "إن دون مبتدأ، وبني لإضافته إلى مبني". فظاهر قول الأخفش اطراد تصرف دون. وغير الأخفش يقدر: ما دون ذلك، يحذف ما. وقال س: "وأما دونك فإنه لا يُرفع أبدًا، وإن قلت: هو دونك في الشرف؛ لأن هذا إنما هو مثلٌ"، يعني به الانحطاط عن علو الشرف، فلازمه الظرفية أيضًا؛ لأن استعماله بذلك المعنى مثل استعماله في المكان الأدنى.

وقال الفراء: سواك ومكانك وبدلك ونحوك ودونك لا تُستعمل أسماء مرفوعة، فإذا قالوا: قام سواك، وبدلك، ومكانك، ونحوك، ودونك - نصبوا، ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>