وذهب ابن الطرواة إلى ان أعلم تعدى ألى مصدرين: احدهما مبين. وهو العلم اليقين , وهو عنده مصدر على غير المصدر, والاخر مؤكد , وهو قوله إعلاما , فنصبهما من وجهين مختلفين واختاره ابن عصفور.
وذعب بعضهم إلى ان العلم اليقين بدل من المفعولين ,قال: لان المفعولين اللذين أصلهما المبتدا والخبر هما المعلوم , فأبدل منهما , فكأنه قال المعلوم المتيقن.
والذى نختاره أن انتصاب العلم اليقين مفعولا به على السعة , وإن كان اصله مصدرا مبينا فى الاصل فانتصب بأعلم على انه مفعول به إلى المصدر اتساعا.
وتقرير هذه المذاهب والاستدلال لها وعليها ليس هذا موضعه , وإنما أردنا التنبيه على أن من النحاه من قال: يتعدى الفعل الى مصدرين إذا اختلفت جهتهما
وقوله أو تعدده بجمع وتفريف ولاتكون لغير الاقرب إلا لمانع عطف «أو تعدده» على قوله» واتحاد صاحبها» فيعنى أنه اتحد عامل الحال وتعدتت هى , وتعدد صاحبها , ومثال ذلك فيما اتفق إعرابه وتعددها بجمع: جاء زيد وعمرو مسرعين , وضربت زيدا وعمرا مظلومين , ومررت بزيد وسعد باكين. ومنه (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) و «هذه ناقة وفصيلها راتعين» فيمن جعل فصيلها معرفة , وهى أفصح اللغتين , ومن جعله نكره قال» راتعان» على النعت