للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أراك جمعت مسألة وحرصا ... وعند الحق زحارا انانا

الانان: الأنين، والعامل فيه زحارا، لان زحر قريب المعنى من أن. وقوله وغيره أي غير توبيخ، مثاله: هنيئا مريئا، قال س: «وإنما نصبته لأنه ذكر خيرا أصابه إنسان فقلت هنيئا مريئا، كأنك قلت: ثبت له هنيئا مريئا، أو: هنأه ذلك هنيئا»، فتكون حالا مؤكده، وقد تقدم الكلام على ذلك مشبعا في باب المصدر الواقع مفعولا مطلقا.

ومن غير التوبيخ مما عامله في الإنشاء مضمر قول الشاعر:

الحق عذابك بالقوم الذين طغوا ... وعائذا بك أن يعلوا فيطعونى

أراد: وأعوذ بك عائذا، حذف الفعل وأقام الحال مقامه. وقول النابعة:

أتاركه تدللها قطام ... وضنا بالتحية والسلام

وتقدم مذهب المبرد في: عائذا بك، وأقاعدا وقد سار الركب، ونحوهما، أنها مصادر جاءت على وزن فاعل.

فرع: إذا كان العامل معنويا - أي فيه معنى الفعل- كالظرف والمجرور واسم الإشارة ونحوه، فلا يجوز حذفه عاملا في الحال لضعفه في نفسه، فهم ذلك أو لم يفهم، لأنه إنما عمل بالنيابة عن الفعل لفظا أو معنى، والفرع لا يقوى قوه الأصل، ولأنه مجتمع فيه تجوزان، فيبعد المفهوم، احدهما تنزل العامل منزله الفعل، والثاني حذفه، فلا يجوز: الدار زيد قائما، تريد فيها قائما.

<<  <  ج: ص:  >  >>