قال السهيلي: وهذا باطل لأن الشاعر إنما أراد: ذلك الذي كنت تحدث عنه وتسمع به هو أنا, وإنما حداهم إلى هذا قوله تعالى} ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ {معناه عندهم: هذا الكتاب؛ ألا تراه قال في آية أخرى} وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ {, فقد صار "هذا" و "ذلك" بمعنى واحد. فيقال لهم: لا سواء؛ لأن الإشارة في/ قوله} الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ {إلى ما حصل بحضرتنا, وانفصل عن حضرة الربوبية بالتنزيل, فصار مكتوبا بالحروف مقروءا بالألسنة, وصار معنى الكلام: ذلك الكتاب الذي عندك يا محمد, وإنما يقول المتكلم "هذا" لما عنده, و "ذلك" لما عند المخاطب أو عند غيره, وقوله} الم {لحروف التهجي, والتهجي وتقطيع الحروف وكتب القرآن بها حرفا بعد حرف واللفظ بها إنما هو في حقنا, وحين لم يذكر الحروف المقطعة قال} وهذا كتاب أنزلناه {لأنه عنده سبحانه على ما هو عليه حقيقة, وهو عندنا متلوا ومكتوبا على ما يليق به, فاقتضت البلاغة والإعجاز فصلا بين المقامين وتفرقة بين الإشارتين" انتهى كلامه.
وقوله وقد يشار بما للواحد إلى الاثنين والجمع من العرب من يجعل اسم الإشارة المثنى والمجموع والمؤنث كما يكون للواحد المذكر,