وقوله وقد يراد بهناك إلى آخره. ومن الإشارة بهنالك إلى الزمان قوله تعالى {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} أي: في ذلك الزمان ابتلي المؤمنون, وقبله {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ} الآية: وقال الأفواه:
وإذا الأمور تعاظمت وتشابهت فهناك يعترفون أين المفزع
وقال الآخر:
تلوم على أن أمنح الورد لقحة ... وما تستوي والورد ساعة تفزع
إذا هي قامت حاسرا مشمعلة ... نخيب الفؤاد ,رأسها ما يقنع
وقمت إليه باللحام ميسراً ... هنالك يحزنني الذي كنت أصنع
بهذه استدل المصنف على أن "هنالك" و"هناك" قد يشار بهما إلى الزمان.
ولا حجة في ذلك لأنه يحتمل أن يشار بهما إلى المكان لأن الزمان يدل على المكان فكأنه قال: في ذلك المكان الذي كان حاكم الكفار في زمانه من فوقكم ومن أسفل منكم ابتلي المؤمنون. وكذلك تأويل الأبيات التي بعد الآية.