أخرج الشيخان في "صحيحيهما" من حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: قال أصبنا سبايا، فكنا نَعزِل، ثم سألنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال لنا:"وإنكم لتفعلون؟، وإنكم لتفعلون؟، وإنكم لتفعلون؟، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة".
وفي رواية:"ما عليكم ألا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة، إلا وهي كائنة"، متّفق عليه.
وعنه قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن العزل، فقال:"ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء". رواه مسلم. وستأتي بقية المباحث في محله من كتاب النكاح، إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث جابر -رضي الله عنه- هذا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (١٠/ ٨٩) بهذا السند فقط، وأخرجه (مسلم) في "النكاح"(١٤٣٩) و (أبو داود) في "النكاح"(١٨٥٨) و (عبد الرزاق) في "مصنّفه"(١٢٥٥١) و (ابن أبي شيبة) في "مصنفه"(٤/ ٢٢٠) و (أحمد) في "مسنده" ٣/ ٣١٣ و ٣٨٨ و (أبو يعلى) في "مسنده"(١٩١٠) و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٤١٩٤) و (الطحاويّ) في "معاني الآثار" ٣/ ٣٥.
[تنبيه]: تبيّن بهذا أن ما أشار إليه الحافظ البوصيريّ في الزوائد من أن هذا الحديث تفرد به المصنف غير صحيح، فقد شاركه فيه مسلم، وأبو داود، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله، وهو إثبات القدر، وأن كلّ شيء بقدر