قرأ القرآن الكريم بالقراءات العشر ببغداد على الشيخ أبي الحسن عليّ ابن عساكر البطائحيّ، وبدمشق على القاضي أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون. وتفقّه على مذهب الإمام الشافعيّ رضي الله عنه بمصر على الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن منصور العراقيّ، والإمام أبي الفتح محمد بن محمود الطّوسيّ، وغيرهما، بها وبغيرها. وسمع بها منهما ومن العلاّمة أبي محمد عبد الله بن برّي النّحوي، والشريف أبي عليّ محمد بن أسعد الجوّانيّ، والأستاذ أبي القاسم بن فيرّه الشاطبيّ وقرأ عليه القرآن الكريم أيضا.
وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفيّ، والإمام أبي الطاهر إسماعيل بن مكّيّ بن عوف، والفقيه أبي طالب أحمد بن المسلّم التّنوخيّ، وغيرهم. وسمع بدمشق من الحافظ أبي القاسم عليّ بن الحسن الدّمشقيّ، والقاضي أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون، والخطيب أبي القاسم عبد الملك بن زيد الدّولعي. وسمع ببغداد من أبي الحسين عبد الحقّ بن عبد الخالق بن يوسف، وأبي الحسن عليّ بن عساكر البطائحيّ المقرئ، وأبي شاكر يحيى بن يوسف المعروف بصاحب ابن بالان، وأبي عبد الله محمد بن نسيم العيشونيّ، وفخر النّساء شهدة بنت أحمد الإبريّ وغيرهم.
وحدّث كثيرا، وخرّج له شيخنا الحافظ أبو الحسين يحيى بن عليّ القرشيّ «مشيخة» في جزأين، و «أربعين حديثا» من روايته عن مشايخه.
وكان رئيس العلماء في وقته، معظّما عند الخاصّة والعامة، وعليه مدار الفتوى ببلده. ودرّس بزاوية الإمام الشّافعيّ رضي الله عنه بالجامع العتيق بمصر، وخطب بجامع القاهرة. رأيته ولم يتّفق لي السّماع منه، ولي منه إجازة كتبها لي بخطّه.
٤١٧ - وفي ذي الحجة توفّي الشيخ أبو العبّاس أحمد (١) بن أبي البركات