في نفسه تطلّعا لمثل هذا الأمر فليعرضه - في الأقلّ - على من يحسن هذه الصّنعة ليراجع عمله ويُنبِّههَهُ على ما فيه من عوار وعوز، كما يفعل طلبة العلم الجادّون الحريصون على تراث أمتهم، نسأل الله العافية.
[نهج العمل في التحقيق]
إنّ الغاية من تحقيق أيّ نصّ من النصوص التراثية يتعيّن أن تتجه إلى تقديم النصّ صحيحا مطابقا لما أراده مؤلّفه، وتوثيقه: نسبة ومادة، والعناية بضبطه وتوضيح دلالاته؛ فنسخنا النصّ وضبطناه بالحركات فيما يلبس، مستفيدين من خبرتنا في معرفة هذه الحقبة ورجالاتها، إذ كنا قد حقّقنا مجموعة كتب تناولتهم، منها:«التكملة لوفيات النقلة» للحافظ المنذري، و «ذيل تاريخ مدينة السلام» لابن الدّبيثي، و «تاريخ الإسلام» و «سير أعلام النبلاء» للحافظ الذهبي، وغيرها من الكتب التي أشرفت على تحقيقها ومنها:
«مشيخة ابن مسلمة» و «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» و «الوفيات» لابن رافع السلاّميّ وغيرها، فضلا عن عنايتي المستديمة بكتب المشتبه، وهي الرّكن الرّكين والمرجع الأمين لضبط أسماء الناس، لا سيّما المشتبه منها.
ثم استعنت بالكتب المقتبسة من هذا الكتاب، لا سيّما «ذيل مرآة الزمان» لليونيني، و «المقتفي» للبرزالي، وكتب الذهبي وفي مقدّمتها «تاريخ الإسلام»، إذ وصلت إلينا بخطّه المدة التي تناولها «صلة التكملة».
ومع ذلك، ذكرت لكلّ ترجمة جملة طيّبة من المصادر المختارة على سبيل الانتقاء لا الاستقصاء، مع الحرص على الإفادة منها جهد المستطاع.
ونظّمت مادة النصّ كما هو متعارف عليه في عصرنا من حيث بداية الفقرات، ووضع النّقط عند انتهاء المعاني، والفواصل التي تنظم المادة وتيسّر فهمها فهما جيدا.
وقد عنيت عناية بالغة بالتعليقات والاستدراكات التي كتبها شهاب الدّين أبو الحسين أحمد بن أيبك الدّمياطي، فهي ثروة جليلة تضاف إلى هذا