ومولده بدمشق في بكرة الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
سمع بمكة شرّفها الله تعالى من جدّه شيخ الشيوخ أبي الفتوح محمد، ومن أبي حفص عمر بن عبد المجيد الميانشي. وسمع بدمشق من والده أبي عبد الله محمد، ومن أبي حفص عمر بن محمد بن طبرزد، وأبي عليّ حنبل بن عبد الله بن الفرج، وأبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، وجماعة آخرين.
ورحل إلى خراسان فسمع بنيسابور من أبي الحسن المؤيّد بن محمد الطّوسي، وأبي بكر القاسم بن عبد الله ابن الصفّار، وأمّ المؤيّد زينب بنت عبد الرّحمن الشّعري، وآخرين غيرهم. وسمع بهراة من أبي روح عبد المعزّ ابن محمد الهروي. وبمرو من أبي المظفّر عبد الرّحيم ابن الحافظ أبي سعد السّمعاني. وبأصبهان من أبي الفتوح محمد بن محمد ابن الجنيد، وأبي الغنائم محمد بن أبي طالب بن شهريار، وأبي بكر محمد بن أبي طاهر بن غانم وغيرهم. وبهمذان من أبي عبد الله محمد بن أحمد الرّوذراوري. وببغداد من الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر، وأبي عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف، وأبي العبّاس أحمد بن الحسن العاقوليّ، وجماعة غيرهم. وسمع بإربل من أبي محمد عبد اللطيف ابن الشيخ أبي النّجيب السّهروردي.
وبالموصل من أبي الفرج محمد بن عبد الرّحمن الواسطي. وبحلب من الشريف أبي هاشم عبد المطّلب بن الفضل الهاشمي. وببيت المقدس من أبي الحسن عليّ بن محمد المعافري. وبمصر من أبي القاسم عبد الرّحمن بن عبد الله المقرئ، وخلق كثير، بهذه البلاد المذكورة وبغيرها.
وحصّل كثيرا، وكتب العالي والنازل، وكان له حفظ ومعرفة بهذا الشأن، وخرّج تخاريج عدة، وشرع في جمع ذيل لتاريخ دمشق، وحصّل منه أشياء حسنة ولم يتمّه وعدم بعده.
وحدّث بالكثير بدمشق ومصر مدة، ولي منه إجازة كتبها لي بخطّه.
٧١٧ - وفي الثاني عشر من ذي الحجة توفّي الشيخ أبو المعالي وأبو