للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقطّم، حضرت الصلاة عليه ودفنه.

سمع ببلده حلب من أبيه القاضي أبي الحسن أحمد، وعمّه الشيخ أبي غانم محمد، ومن الشريف أبي هاشم عبد المطّلب بن الفضل الهاشمي، وأبي حفص عمر بن محمد بن طبرزد، وأبي محمد عبد الرّحمن بن علوان، وأبي سعد ثابت بن مشرّف البغدادي، وجماعة كبيرة من أهل البلد ومن القادمين إليها. وسمع بدمشق من العلاّمة أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، والقاضي أبي القاسم عبد الصّمد بن محمد الحرستاني، وآخرين. وسمع ببغداد ومصر وغيرهما على جماعة.

وحدّث بالكثير بالبلاد المذكورة وغيرها، ودرّس، وأفتى، وصنّف.

وكان أحد الرّؤساء المشهورين والعلماء المذكورين، جامعا لفنون من العلم، معظّما عند الخاصّة والعامة، وله الوجاهة التامة عند الملوك. وكان يكتب خطا في غاية الجودة، وله معرفة حسنة بالحديث والتاريخ، وجمع لحلب تاريخا كبيرا أحسن فيه ما شاء ومات وبعضه مسوّدة لم يبيّضه، ولو يكمل تبييضه كان أكثر من أربعين مجلدا (١). سمعت منه واستفدت به.

وسألته عن مولده فقال: في العشر الأول من ذي الحجة سنة ثمان


= ذلك فلم يعرفوه، وقال: هو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون بهذا ولا أحسب إلا أن جد جدي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة - مع ثروة واسعة ونعمة شاملة - كان يكثر في شعره من ذكر العدم وشكوى الزمان فسمي بذلك، فإن لم يكن هذا سببه فلا أدري ما سببه» (معجم الأدباء ٥/ ٢٠٦٩). قال بشار: وأصلهم من البصرة انتقلوا عنها إلى حلب بعد المئتين للهجرة.
(١) وصلت إلينا قطعة صالحة منه بخطه المتقن الجميل نشرها العلامة فؤاد سزكين في مجلدات، ثم طبعت طبعة رديئة ووضع عليها اسم الدكتور سهيل زكار، فإن كانت من (تحقيقه) فالمصيبة أعظم!

<<  <  ج: ص:  >  >>