ابن عليّ الجنزوي، وآخرين غيرهم. ودخل بغداد، وسمع بها من أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب، وأبي طاهر المبارك بن المبارك ابن المعطوش، وأبي الفرج عبد الرّحمن بن علي ابن الجوزي، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد، وأبي الفتح محمد بن أحمد ابن المندائي، وأبي أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ، وجماعة غيرهم. وكتب الكثير بخطّه من الكتب الكبار والأجزاء المنثورة.
وحدّث مدة بالكثير، وبقي حتى احتيج إلى ما عنده. وتفرّد بالرواية عن جماعة من شيوخه. وكان فاضلا متنبّها، وإليه انتهت الرّحلة ببلده. ولي منه إجازة كتبها إليّ بخطّه مرارا.
١٠٧٣ - وفي صبيحة الرابع عشر من شهر رجب توفّي القاضي الأصيل قاضي قضاة الشام أبو المفضّل يحيى (١) ابن قاضي القضاة أبي المعالي محمد
(١) ترجمه ابن الشعار في عقود الجمان ١٠ / الورقة ٤٠، واليونيني في ذيل المرآة ٢/ ٤٤٠، والنويري في نهاية الأرب ٣٠/ ١٧١، والبرزالي في المقتفي ١ / الورقة ١٧، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٥/ ١٦٠، والعبر ٥/ ٢٨٩، والصفدي في الوافي ٢٨/ ٣٠٣، وابن شاكر في عيون التواريخ ٢٠/ ٣٩٦، واليافعي في مرآة الجنان ٤/ ١٦٩، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣/ ٢٥٧، والفاسي في ذيل التقييد ٢/ ٣٠٨، والمقريزي في السلوك ١/ ٥٨٩، والعيني في عقد الجمان ٢/ ٦٦ (مطبوع)، وابن تغري بردي في النجوم ٧/ ٢٣٠، وابن العماد في الشذرات ٥/ ٣٢٧. شكك الإمام الذهبي في نسبة هذا البيت الطيب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولذلك وقف في نسبهم إلى «القاسم بن الوليد»، وقال: «روى عنه الدمياطي في معجمه وساق نسبه إلى عثمان رضي الله عنه، ولا أعلم لذلك صحة؛ فإني رأيت الحافظ ابن عساكر قد ذكر جده لأمه القاضي أبا المفضل يحيى بن علي المذكور، وذكر ابنه المنتجب وغيرهما، ولم يتجاوز القاسم بن الوليد، وقال في جده المعروف بابن الصائع: القرشي قاضي دمشق، ولم يقل لا الأموي ولا العثماني. -