حديث صحيح وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى, وفيه أيضاً عن أبي سعيد الخدري وشداد بن أوس وعبدالله بن مسعود وأبي هريرة وأم هانئ رضي الله عنهم, كل منهم روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب على البراق إلى بيت المقدس, وأسانيد أحاديثهم لا تخلو من مقال, وفي الأحاديث الأربعة التي تقدم ذكرها مع حديث بريدة رضي الله عنه الذي سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى تأييد لرواياتهم وتقوية لها.
وفيما تقدم ذكره من الأحاديث الصحيحة أبلغ رد على الشلبي وعلى أمثاله من ذوي الجراءة على رد الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعارضتها بالشبه والآراء الفاسدة, وقد قال ابن كثير في تفسيره: والحق أنه عليه السلام أسري به يقظة لا مناماً من مكة إلى بيت المقدس راكباً البراق, فلما انتهى إلى باب المسجد ربط الدابة عند الباب ودخله فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين انتهى.
وأما زعم الشلبي أن القول بركوب النبي - صلى الله عليه وسلم - على البراق ليلة الإسراء من الانحرافات والآراء الشائعة.
فجوابه أن يقال: إن الانحراف في الحقيقة هو إنكار الشلبي