مستو على عرشه بائن من خلقه والخلق بائنون منه, وفيها أيضاً أبلغ رد على الجهمية الذين ينكرون علو الرب على خلقه واستواءه على عرشه, وعلى الحلولية الذين يقولون إن الله في كل مكان.
وأما قول الشلبي: إن هذا التصوير يخالف المبادئ الإسلامية التي تقرر أن الله في كل مكان.
فجوابه أن يقال: ليس هذا القول الباطل من المبادئ الإسلامية وإنما هو من أقوال الحلولية من الجهمية. وهو من شر الأقوال التي تخالف الكتاب والسنة وإجماع أهل السنة والجماعة على إثبات علو الله تعالى على خلقه ومباينته لهم, ومن زعم أن الله تعالى في كل مكان فقد زعم أنه يكون في الحشوش والأماكن القذرة, تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً. وقد أبان الشلبي في هذا الموضع عن معتقده الباطل وأنه من الحلولية من الجهمية الذين صرح كثير من أكابر العلماء بتكفيرهم وأخرجهم بعض العلماء من الثنتين وسبعين فرقة من فرق هذه الأمة, والكلام في تكفيرهم مذكور في كتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد وغيره من كتب السنة, وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية: