وقال الشلبي في صفحة ٣٠ وصفحة ٣١: تتجه الرواية إلى تصوير الله عز وجل كأنه في مكان يسعى له محمد وجبريل, وهذا التصوير يخالف المبادئ الإسلامية التي تقرر أن الله في كل مكان, أو أنه منزه عن المكان, والآيات القرآنية التالية توضح ذلك تمام الوضوح قال تعالى:{وسع كرسيه السموات والأرض} , {إني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} , {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم} وعلى هذا فإن هذا التصوير مردود تماماً بنص القرآن الكريم وبحكم الفكر الإسلامي.
والجواب أن يقال: إن الرواية في صعود النبي - صلى الله عليه وسلم - مع جبريل إلى المستوى الذي قرب فيه من ربه عز وجل وسمع فيه صريف الأقلام وكلمه الله وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم خففها الله وجعلها خمساً بعد المراجعة من النبي - صلى الله عليه وسلم - في طلب التخفيف والتردد بين ربه وبين موسى عليه الصلاة والسلام. رواية ثابتة في الصحيحين وفيها دليل وتأييد لما أجمع عليه أهل السنة والجماعة من أن الله تعالى فوق جميع المخلوقات