الوجه الثالث أن يقال: ما جاء في بعض الروايات أن موسى عليه الصلاة والسلام كان في السماء السابعة فهو غلط من بعض الرواة, وقد جاء في حديث ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه وفي حديثي أنس عن مالك بن صعصعة وأبي ذر رضي الله عنهم أن موسى عليه الصلاة والسلام كان في السماء السادسة وأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان في السماء السابعة, والعمدة على ما جاء في هذه الأحاديث الصحيحة ولا عبرة بما خالفها من الروايات التي قد وقع فيها الغلط والتخليط.
الوجه الرابع أن يقال: ليس في غلط بعض الروايات في تعيين مكان موسى عليه الصلاة والسلام في السموات ما يدل على أن رائحة الإسرائيليات قد تسربت إلى الروايات الصحيحة, فهذا من ظن السوء بالروايات الصحيحة وبرواتها.
وأما ما جاء في رواية شريك بن عبدالله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب لم أكن أظن أن ترفع علي أحداً.
فجوابه أن يقال: هذا مما اضطرب فيه شريك بن عبدالله وساء حفظه فيه ولم يضبطه, وقد جاء في الصحيحين من حديث