الاحتباس أثر عظيم وكان فيه خير كثير للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولجميع أمته حيث أشار موسى عليه الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يراجع ربه ويطلب منه التخفيف من عدد الصلوات ففعل ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة مرات كلها بإشارة موسى عليه الصلاة والسلام حتى جعلها الله تعالى خمس صلوات في العمل وخمسين في الأجر, فهذا من ثمرة احتباس موسى عليه الصلاة والسلام للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين مر به, ولا ينكر فضل هذا الاحتباس وعظم ثمرته إلا من هو مصاب في دينه وعقله.
الوجه الثاني أن يقال: إن التعبير الذي لا يليق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - هو ما فعله الشلبي من رد أخباره الصادقة وتكذيبها وجعلها من قبيل الإسرائيليات, فهذه هي القسوة الرذيلة في الاعتراض على النبي - صلى الله عليه وسلم - , وهي قسوة تزيل عصمة الدم والمال لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.