للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطيوريِّ: أنا أبو القاسم عبد العزيزِ بن أحمدَ: ثنا الحسنُ بن عليِّ بن جهضمٍ: ثنا عليُّ بن هارونَ: ثنا محمدُ بن مخلدٍ: حدثني الفتحُ بن شخرفٍ، قال: تعلق رجلٌ بامرأةٍ ببابِ دمشقَ، [.......] بيده سكينٌ، لا يدنو منه أحدٌ إلا عصره، وكان الرجلُ شديدَ البدن، وبينما الناس كذلك، والمرأة تصيحُ في يده، مرَّ بشْرُ بن الحارثِ، فدنا منه، وحكَّ كتفَه بكتفِ الرجلِ، فوقع الرجلُ إلى الأرض، ومضى بشرٌ، فدنَوْا من الرجل وهو يرشَحُ عرقًا، ومضتِ المرأةُ لحالها، فسألوه: ما حالك؟ فقال: ما أدري، ولكن حاكني شيخ، فقال: إن الله ناظرٌ إليك وإلى ما تعمل، فضعف لقوله قدمي، وهِبْتُه هيبةً شديدةً، فلا أدري مَنْ ذلك الرجلُ.

فقالوا له: ذلك بِشْرُ بن الحارثِ، فقال: واسوءتاه! فكيف ينظرُ إليَّ بعدَ اليوم؟ وَحُمَّ الرجلُ من يومه، ومات يوم السابع.

وقد أخبرنا جدِّي وغيرُه: أنه كان بالصالحية رجلٌ من الأخيار يقال له: الرزين، وكان يوصف بالشطارة، وأنه مر مرة وعشر مماليكَ قد أمسكوا امرأةً وهي تصيح، فقال لهم: أَطلقوها، فزمجروا عليه، ولم يمعنوا به، فقال لهم: أطلقوها، [.....] فحمل عليه أحدُهم، وليس معه سلاحٌ ولا غيره، وفي رجله بروةُ قبقاب، فأخذ بزرة منه، وضربه، فرماه، فحمل عليه الثاني، فضربهم بالحجارة حتى بطحَ العشرةَ، وحلت المرأة، وأطلقها، وهشمهم، وأتلفهم، فنزلوا إلى أستاذهم، وكان نائبَ دمشقَ، فشكَوْا عليه إليه، فأرسل إليه عشرين مملوكًا، فخرج عليهم، فقتلهم وهشمهم، وذهبوا إلى [....]

<<  <   >  >>