للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حال، فرجعوا إلى أستاذهم يشكون عليه، فلما أن دخلوا عليه، وإذ به قد دخل، فقالوا: هذا، فنظر إليه، وقال: هذا وحده؟ قالوا: نعم، قال: لم يكن معه أحد؟ قالوا: لا، قال: عليَّ بخِلْعَةً، فألبسَه، وقال: أنا محتاجٌ إلى مثلِك في عسكري.

وأخبرنا عنه: أنه مرة قام صوت على حرامية بالليل، فخرج إليهم، فجعل يجري خلف الواحد منهم، فيمسكه ويأتي به إلى حلقة الباب، فيدخل يده فيها، ويكبس عليها بيده، فيطبقها على يده، ثم يذهب إلى الَآخر كذلك، حتى أمسكَ منهم عدةً، وفعلَ بهم ذلك، فأصبحوا في حِلَقِ الأبواب مقيدين.

وأخبرنا عنه: أنه كان قد جاء إلى قُبَّهِ سَيَّارٍ عبدٌ، وجعل يقطع الطريقَ على الناس، فأُخبر به هذا الرجلُ، فلبس فرجيته وقبقابه، وصعد إليه يتمشى في الجبل، فلما رآه وقصده، فجعل يمشي نحوه، وهو يمشي نحوه غيرَ مكترث به، فلما دنا منه، نظر إليه، وقال: بالله ما أنت سيدي الرزين؟ فقال: بلى والله! أنا سيدُك الرزين، فلما قال له ذلك، رمى سيفه وجحفته، وأكبَّ على رجله فقبلها، وقال: أنا تائبٌ على يدك، فقال له: اذهبْ في حال سبيلك، وتركه ونزل، فما رئي بعد ذلك.

وكان آخَرُ يقال له: الزين، وكان قد تزوج جدتي قبل جدي، فكانت تخبرنا عنه بالعجب، وأنه كان لا يزال يقوم على الخمَّارين والسكرية، وأنهم كانوا مجمعون، وياتونه، وأنه كان يضع القصب، وينزل في البئر، ويصعد عليها على السطح، ويفعل الأحوال العجيبة.

<<  <   >  >>