للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فحُبس بعضُ أصحابه، فقيل له: ألك حاجةِّ؟ قال: دعوةِّ من عطاءٍ أن يفرِّجَ الله عني.

قال صالح: فأتيته فقلتُ: يا أبا محمَّد! أما تحب أن يفرجَ الله عنك؟ قال: بلى والله! إني لأحبُّ ذلك، قلت: فإن جليسك فلانًا قد حُبس، فادعُ الله أن يفرج عنه. فرفع يديه وبكى وقال: إلهي! قد تعلم حاجتنا قبل أن نسألكها، فاقضها لنا.

قال صالح: فوالله! ما برحنا من البيت حتى دخل الرجل علينا.

فانظر بعينك؛ فإن الله -عَزَّ وَجَلَّ- يعطيهم قبل أن يسألوه، فإياك منهم أن يخطر ببالهم الدعاءُ عليك، فتهلك.

فيا معشرَ مَنْ لا يعقل! تبصَّروا، وكُفُّوا عن أذى الناس وترويعهم.

أخبرنا جدِّي: أنا الصلاحُ بن أبي عمرَ: أنا الفخرُ بن البخاريِّ: أنا ابن الجوزيِّ: قرأت على أبي الفضلِ بن أبي منصورٍ، عن أبي القاسمِ بن الفسويِّ، عن عبد الله بن بَطَّةَ: أنا أبو بكرٍ الآجريُّ: أنا محمدُ بن البرديِّ: أنا أبو بكرٍ المروذِيُّ: سمعت أبا جعفرٍ البزازَ يقول: سمعت بِشْرًا يقول: ثنا حمادُ بن زيدٍ، عن ابن عونٍ: أنه كانت له حوانيتُ يُكريها. فكان لا يُكريها من المسلمين. فقيل له في ذلك، فقال: إن لها إذا جاء رأس الحول روعةً، وإني أكره أن أروع المسلم.

وبه إلى ابن الجوزيِّ: أنا محمدُ بن ناصر: أنا المباركُ بن عبد الجبارِ: أنا أبو بكر محمدُ بن عليٍّ الخياطُ: أنا محمدُ بن أبي الفوارسِ: أنا أحمدُ بن جعفرٍ: أنا أحمدُ بن محمدٍ: أنا أبو بكرٍ

<<  <   >  >>