للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المروذِيُّ، قال: سمعتُ أبا عبد الله أحمدَ بن حنبلٍ، وذكر ابن عونٍ، فقال: كان لا يُكري دورَه من المسلمين. قلت: لأي علة؟ قال: لئلا يروِّعَهم.

أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أنا القاضي سليمانُ: أنا الحافظُ ضياءُ الدين: أنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا أبو عليٍّ الحدادُ: أنا الحافظُ أبو نعيمٍ: أنا أبو الأزهرِ ضمرةُ بن حمزةَ المقدسيُّ في كتابه، وحدثني عنه محمدُ بن إبراهيمَ: حدثني أبي: ثنا عبيدُ الله بن عبيدٍ: ثنا أبي: ثنا عبد الله بن إدريسَ، عن مالكِ بن دينارٍ، قال: احتبسَ علينا المطرُ، فخرجنا يومًا بعد يوم نستسقي، فلم نر أثرَ الإجابة، فخرجت أنا وعطاءٌ السلميُّ، وثابتٌ البنانيُّ، ومحمدُ بن واسعٍ، وحبيبٌ الفارسيُّ، وصالحٌ المريُّ في آخرين، حتى صرنا إلى المصلى بالبصرة، فاستسقينا، فلم نر أثر الإجابة، وانصرف الناس، وبقيت أنا وثابتٌ في المصلى، فلما أظلم الليل، إذا بأسودَ دقيقِ الساقين، عظيمِ البطنِ، عليه مئزران من صوف، فجاء إلى ماء فتمسح، ثم صلى ركعتين خفيفتين، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: يا سيدي! إلى كَمْ تردد عبادَكَ فيما لا ينقصُك؟! أَنَفِدَ ما عندَك، أم نفدَت خزائن قدرتك؟ أقسمتُ عليك بحبك لي إلا ما سقيتنا غيثك الساعةَ. فما أتمَّ الكلامَ حتى تغيمت السماءُ وأخذتنا كأفواه القرب، فما خرجنا حتى خُضْنا الماء، فتعجبنا من الأسود، فتعرضتُ له، فقلتُ: أما تستحي مما قلتَ؟ قال: وما قلتُ؟ قال كقولك: بحبك لي، وما يدريك أنه يحبك؟ قال: تنحَّ عن همتي يا من اشتغل عنه بنفسه، أين كنت أنا حين خصني بتوحيده وبمعرفته؟

<<  <   >  >>