للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باعثَ جميعِ مَنْ فيها! ورث آملي فيك مني أملي، وبلِّغ همتي فيك منتهى وسائلي (١).

وبه إلى أحمدَ بن عبد الله: ثنا أحمدُ بن مصقلةَ: ثنا سعيدُ بن عثمانَ، قال: سمعتُ ذا النونِ يقول: من ذبحَ حنجرةَ الطمعِ بسيف اليأس، وردمَ خندقَ الحرصِ، ظفرَ بكيمياء الخدمة، ومن استقى بحبل الزهد على دَلْو العُزوف، استقى من جُبِّ الحكمة، ومن سلكَ أوديةَ الكَمَد، جنى حياة الأبد، ومن حصدَ عشبَ الذنوب بمنجل الورع، أضاءت له روضة الإستقامة، ومن قطع لسانه بشفرة الصمت, وجد عذوبةَ الراحة، ومن تَدَرَّعَ دَرعَ الصدق، قويَ على مجاهدة عسكرِ الباطل، ومن فرح بمِدْحَة الجاهل، ألبسه الشيطانُ ثوبَ الحماقة.

وبه إلى الإمامِ أبي الفَرَجِ: أنا محمدُ بن أبي منصورٍ: أنا الحسينُ بن عبد الجبارِ: أنا أبو سعيدٍ مسعودُ بن ناصرٍ: أنا أبو حازمٍ العبدويُّ: أنا ابن جهضمٍ: أنا محمدُ بن جعفرٍ: ثنا يحيى بن الحسنِ، عن معروفٍ الكرخيِّ، قال: رأيتُ في البادية شابًا حسنَ الوجه، له ذؤابتان حسنتان، وعلى رأسه رداء قصب، وعليه قميصُ كتان، وفي رجليه نعلُ طاق.

قال معروف: فتعجبتُ منه في مثل ذلك المكان ومن زِيِّه.

فقلت: السلامُ عليك ورحمةُ الله وبركاته.

فقال: وعليكَ السلامُ ورحمةُ الله يا عَمّ.


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٣٥١).

<<  <   >  >>