للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم بكى أبو معاوية بكاء شديدًا.

ثم قال: أوه من يوم يتغير فيه لوني، ويختلج فيه لساني، ويجفُّ فيه ريقي، ويقلُّ فيه زادي (١).

وبه إلى أبي نعيمٍ: ثنا عبد الله بن محمدٍ: حدثني محمدُ بن أحمدَ: ثنا عبد الله بن خبيقٍ: ثنا يوسفُ بن أسباط، قال: قال لي حذيفةُ المرعشيُّ: ما أُصيب أحد بمصيبةٍ أعظمَ من قساوةِ قلبه (٢).

وبه إلى أبي نعيمٍ: ثنا محمدُ بن الحسينِ الزبيريُّ: ثنا محمدُ بن المسيب: ثنا عبد الله بن خبيقٍ: قال لي حذيفةُ المرعشيُّ: إنما هي أربعةُ أَشياء: عيناك، ولسانك، وهواك، وقلبك، فانظر عينيك، لا تنظر بهما إلى ما لا يحل لك، وانظر لسانَك، لا تقل به شيئًا يعلم الله خلافَه من قلبك، وانظر قلبك، لا يكنْ فيه غِلٌّ ولا دَغَلٌ على أحد من المسلمين، وانظر هواك، لا تهْوَ شيئًا، فما دام لم تكن فيك هذه الأربعُ خصال، فاحْثُ الرمادَ على رأسك (٣).

وقال ابن خبيقٍ: حدثني موسى بن المعلَّى، قال: قال حذيفةُ: يا موسى! ثلاثُ خصال إن كنَّ فيك، لم ينزل من السماء خير إلا كانَ لك فيه نصيب: يكون عملُك لله، وتحبُّ للناس ما تحب لنفسك، وهذه الكسرةُ تَحَرَّ فيها ما قدرتَ (٤).


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٢٧٢ - ٢٧٣).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٢٦٩).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ١٦٨).
(٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٢٧٠).

<<  <   >  >>