للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٨٧ - عُثمان التَّلِيْلِيُّ الشيخُ الِإمام الزاهدُ البركةُ القدوةُ أبو النور، خَطيبُ جامع المُظفّرِى عن الشيخ على بن عُروة، وابنُ الطَّحان، والشيخُ عبد الرحمن وغيره، وعنه جماعة، كان يقيمُ بالجامع ويخطبُ به وكانت القلوب ترقّ عند سماعِ خُطبه وتَبكى الخَلقُ طقًّا. ويحصل منها للخلق ما لا يحصل من غيره. أبيض اللّون، ليس بالطويلِ ولا بالقصيرِ، ليس بالرقيقِ ولا بالغليظِ، صاحب دِيْن وورع وزهدٍ، لين فى كلامه، ساكن فى مِشيته وهيئته، لم يَسمع منه أحد كلامًا ساقطًا، معظم عند الناس، لم يُرَ من ذى شيبة أجلَّ منه ولا أجمل كأنَّه القَمر، وجلس للإِقراء بمدرسة شيخ الِإسلام بمكانِ الشَّيخ زِين الدين بعدَ وفاته. وكان فى حالِ حياتِهِ ربما جلس معه فأقرأ، وكان يقرئ بالجامع قرأت عليه جزء المنتقى من "مسند الِإمام أحمدَ"، ومواضع من كتاب "المُقنع" وكان معظمها عند المشايخ مهابًا، تأخذ قراءته بالقُلوب، قال لى بعضُ أصحابِنا: أشبهه فى المِحْراب إلى الأسد، قليلُ الضَّحك بشوشَ الفَمِ. توفى سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة، توفى بالصَّالحية ودفن بالروضة.


٨٧ - عمان التليلى: (٨٠٠ - ٨٩٢ هـ).
أخباره فى الضوء اللامع: ٥/ ١٣٣، والمنهج الأحمد: ٢/ ٥٥، ومختصره: ١٩٥.
قال السَّخاويُّ فى الضَّوء: ولد على رأس القرن. . وقال: وحج وجاور بمكة وكان غاية فى الورع والزهد، ودرس وأفاد مع التَّجرد للعبادة من تلاوة وقيام حتى فاق فى ذلك وتجلد له مع كبر سنه حتى مات سنة ٩٣. إما فى رجبها أو فى غيره.
قال السَّخاوى والتليلى نسبة لتليل: قرية من البقاع من ضواحى دمشق من جملة أوقاف مدرسة أبِى عمر.