للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تارة بالمِسْمَارِية، وتارةً ببستانه بالرّبَوة إلى أن توفى القاضى شمس الدين ابن التَّقِىّ فولى بعده القَضاء فى شوال سنة ثمانٍ وثمانين إلى أن عزل فى جمادى الآخرة سنة اثنتين وتِسعين بالقاضى شرف الدين بن عبد القادر (١)، ثم اعيد فى ذى الحجّة سنة ثلاثٍ وتسعين إلى أن عُزل بالقاضى شهاب الدّين النابلسى (٢) واستمر به [حتى] ربيع الآخر سنة ستٍ وتسعين، ثم أُعيد فى المحرم سنة السّبع والتسعين، وعُزل فى آخر السنة، ثم أُعيد فى رجب سنة ثمانٍ وتسعين، وعُزل فى صفر سنة تسع وتسعين، ودرّس بالحَنْبلية وغيرها، وكان رأسًا نبيلًا، لم يُرَ فى الحنابلة أنبلَ منه [قالَ] (٣) ابن حِجّى، [و] قالَ ابنُ قاضى شُهبة: وكان حسن الشَّكلِ كثيرَ التَّواضُع والحيَاءِ، لا يَمُرُّ بأحدٍ إلا سَلَّمَ عليه، وكان قليلَ المداخلة لأمورِ الدُّنيا، وأخوه القاضى تقى الدين هو القائم بأمره. توفى يوم الاثنين ثالث عشر شهر رجب سنة ثمانمائة بالصالحية، غربي المدرسة الناصرية أول النهار مطعونًا، انقطع ستة أيام وصُلّىَ عليه بالغد بعد صلاة الظهر بالجامع الأموى (٤) تقدَّم فى الصلاة عليه الشيخ علىُّ بن أيُّوب، ودفن بداره عند الباب وشيَّعه [جماعة] كثيرون، وقد كمّل خمسين سنة إلا شهرًا. (٥)


(١) فى الأصل: "عبد العادل".
(٢) محمد بن أحمد بن محمود ت ٨٠٥ هـ الترجمة رقم (١٧٨) من هذا الكتاب.
(٣) فى الأصل "قال" وفى تاريخ ابن قاضى شهبة: قال ابن حجّى: - تغمده الله تعالى برحمته -: نشأ فى صيانة وديانة، وقرأ واشتغل وسمع شيئا من الحديث ومات معزولا وقد درس بالحنبلية وغيرها وكان رئيسا نبيلا لم يبق بالحنابلة أنبل منه. هذا كلام الشيخ. وكان شكلا حسنًا.
(٤) فى المقصد الأرشد، والدارس: بجامع الأفرم.
(٥) فى المقصد الأرشد: إلا شهرا ويومين. . والترجمة هنا منقولة بتمامها عن ابن مفلح.