للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العلامةُ النبيلُ المحدثُ الأصيلُ الحافظُ الكبيرُ المسندُ عمدةُ الحفّاظِ شيخُ المحدُثين شمسُ الدين أبو بكر محمّد بن الشَّيخ الِإمام الحافظ القدوة محب الدّين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن المُحب عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السَّعدى المقَدسى، ثم الصَّالحى الحنبلى الشهير بـ "الصَّامت" بالصَّالحية، لقب بذلك لكثرة سُكُوته عن فُضُولِ الكلام، وكان يكره أن يُدعى بهذا أو يلقب به بين الناس. ولد سنة اثنتى عشرة وسبعمائة، عن ابن تيمية ووالده، وزينب بنت الكمال، وابن الشَّحنة، وابن المِزى، والقاضى سُليمان والمطعم وخلقٌ لا يمكن حصرهم. وعنه الخلقُ الكثير والجمُّ الغفيرِ منهم النّظام، وابن صوارن. وغير واحد من شيوخنا، أسمعه والده صَغيرًا وأخبرت أن "ثبته" الذى كتبه والده بأسماءِ الكُتب التى أسمعه إيّاها فى مجلدين. قلتُ: بل هى أكثر من ذالك فإنَ خَطّ والده على الأجزاء والكتب لا يمكن استقصاؤه، وقلّ جزءٌ إلا وعليه خطه، وقلّ ما عليه خطه ولم يسمعه إيّاه، بل أكثرُها سمعه ولدى محمد. وبعد ذلك نشأ وطلب بنفسه وقرأ الكثير وحصَّل، وكانت معهم خزانة الضِّيائية فمن ثم كَثُر سماعهم واتَّسعت معرفتهم بذلك وبالمتصل فى "المُقنع" وقد وصل أشياء كثيرة بالِإجازة، وقد وجدتُ له أجزاء كتيرة وصلها بإجازتين وثلاثة وأربعة وخمسة، وقلَّ جزءٌ من أجزاء الضّيائية أو من كتب الحَديث إلا وعليه خطُّه. رتب "مسند الِإمام أحمد" على الأبواب فأتقن وأَجاد وصنَّف كتاب "التَّذكرة فى الضعفاء". وكتاب "إثبات أحاديث الصّفات". قالَ الشيخُ شمسُ الدين (١) وكان يحبّ الشيخ تقى الدين، وترجمه بشئ كثيرٍ ومدحه بقصائد.


(١) هو ابن ناصر الدين الدِّمشقى، قال فى الردّ الوافر: ولقد وجدت بخطه=